10trn1010
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

10trn1010

منوعات تن ترن تن تن
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 شهيد المحراب الفاروق عمر بن الخطاب

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عين الحياة
ღ عضو مشارك ღ
ღ عضو مشارك ღ
عين الحياة


انثى عدد المساهمات : 64
نقاط : 148
تاريخ التسجيل : 03/02/2011
العمر : 26
الموقع : 10TRN1010
المزاج : COOOOOOOOOOL

شهيد المحراب الفاروق عمر بن الخطاب  Empty
مُساهمةموضوع: شهيد المحراب الفاروق عمر بن الخطاب    شهيد المحراب الفاروق عمر بن الخطاب  Icon_minitimeالخميس فبراير 10, 2011 12:45 pm

[/b][center]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

===============

][شهيد المحراب الفارووق عمر بن الخطاب][

================
عمر بن الخطاب رضي الله عنه في التاريخ الإسلامي والعالمي:

إنّ حياة الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه صفحة مشرقة من التاريخ الإسلامي الذي بهر كل تاريخ وفاقه والذي لم يحو تاريخ الأمم مجتمعة بعض ما حوى من الشرف والمجد والإخلاص والجهاد والدعوة في سبيل الله... (عمر بن الخطاب د/ علي الصلابي)

إن حياة الفاروق عمر رضي الله عنه إنما هي قدوة للدعاة والعلماء والساسة ورجال الفكر وقادة الجيوش وحكام الأمة وطلاب العلم وعامة الناس لعلهم يستفيدون بها في حياتهم ويقتدون بها في أعمالهم فيكرمهم الله بالفوز في الدارين....

صاحبنا اليوم- كما قيل عنه- (كان طويلا جسيما أصلع صلعة عرف بها فكان يقال له: أصلع قريش أو الأصيلع. شديد الحمرة.... كان يفرع الناس طولا كأنّه على دابة. ويصفه ابنه عبد الله فيقول: كان أبي أبيض لا يتزوج النساء لشهوة إلا لطلب الولد أعسر يعمل بكلتا يديه كأنّه من رجال بني سدوس....

وإذا ذهب إنسان مع خياله مجسدا هذه الأوصاف تراءت له صورة من أجمل صور الرجال ملاحة ومهابة وجلالا....) (شهيد المحراب عمر بن الخطاب أ / عمر التلمساني ص 47)

إنّ حياة عمر بن الخطاب رضي الله عنه تمثل نموذجا في غاية الروعة لمن يريد أن يصنع مجدا أو يحقق هدفا أو يغيّر من حياته إلى الأحسن

ونحن إذ نعيش دقائق من حياتنا مع هذا العملاق العظيم عمر بن الخطاب رضي الله عنه يجدر بنا أن نضع نصب أعيينا هدفا واضحا نحاول تحقيقه بل وننتقل من حياة الترف والبذخ والتنافس في الدون إلى حياة الجد والاجتهاد والتسابق إلى النعيم الدائم والعيش الرغد " في جنّات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر ".

التعريف به رضي الله عنه

ولا تقتصر الاستفادة من تاريخ عمر بن الخطاب رضي الله عنه على المسلمين فحسب بل تعم الفائدة الجميع مسلمين وغير مسلمين ولا ننس أن نقول: إنه رضي الله عنه صاحب الفضل في ابتكار الكثير من الوسائل التي ما زال الناس ينتفعون بها إلي اليوم فهو:

* " أول من دوّن الديوان وعمل فيه والديوان سجل أو كتاب تدوّن فيه وتسجّل أسماء أفراد الجيش والذين يعطون والعمال... " (تاريخ دمشق جزء 57 ص 404)

* " وهو أول من اتخذ الدّرة.

* وهو أول من سمّي أمير المؤمنين... " (أسد الغابة جزء 1 ص832)

* " وهو أول من جمع القرآن في الصحف.

* وهو أول من سنّ قيام شهر رمضان وجمع الناس على ذلك وكتب به إلى البلدان وذلك في شهر رمضان سنة أربع عشرة.

* وهو أول من ضرب في الخمر.

* وهو أول من فتح الفتوح وهي الأرضون والكور التي فيها الخراج والفيء فتح العراق كله السواد والجبال وأذربيجان وكور البصرة وأرضها وكور الأهواز وفارس وكور الشام ما خلا أجنادين فإنها فتحت في خلافة أبي بكر الصديق رحمه الله وفتح عمر كور الجزيرة والموصل ومصر والإسكندرية وقتل رحمه الله وخيله على الرّي وقد فتحوا عامّتها.

* وهو أول من مسح السواد وأرض الجبل ووضع الخراج على الأرضين والجزية على جماجم أهل الذمة فيما فتح من البلدان فوضع على الغني ثمانية وأربعين درهما
وعلى الوسط أربعة وعشرين درهما وعلى الفقير اثني عشر درهما وقال: لا يعوز رجلا منهم درهم في شهر. فبلغ خراج السواد والجبل على عهد عمر رحمه الله مائة ألف ألف وعشرين ألف ألف درهم ودانقين ونصف.

* وهو أول من مصّر الأمصار: الكوفة والبصرة والجزيرة والشام ومصر والموصل وأنزلها العرب وخطّ الكوفة والبصرة خططا للقبائل.

* وهو أول من استقضى القضاة في الأمصار.

* وهو أول من كتب الناس على قبائلهم وفرض لهم الأعطية من الفيء وقسم القسوم في الناس وفرض لأهل بدر وفضّلهم على غيرهم وفرض للمسلمين على أقدارهم وتقدمهم في الإسلام.

* وهو أول من حمل الطعام في السفن من مصر في البحر حتى ورد البحر ثم حمل من الجار إلى المدينة... " (الطبقات الكبرى جزء 3 صفحة 281 282)

نسبه وقبيلته

عمر بن الخطاب في عداد أشراف مكة نسبا ومن أرفعها قدرا وأعلاها منزلة فهو عمر بن الخطاب بن نفيل العدوي القرشي.

" وأمه حنتمة بنت هاشم بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم. وقيل: حنتمة بنت هشام بن المغيرة. فعلى هذا تكون أخت أبي جهل وعلى الأول تكون ابنة عمه قال أبو عمر: ومن قال ذلك- يعني بنت هشام- فقد أخطأ ولو كانت كذلك لكانت أخت أبي جهل والحارث ابني هشام وليس كذلك وإنما هي ابنة عمهما لأن هشاما وهاشما ابني المغيرة أخوان فهاشم والد حنتمة وهشام والد الحارث وأبي جهل.

وكان يقال لهاشم جد عمر: ذو الرمحين.

وقال ابن منده: أم عمر أخت أبي جهل. وقال أبو نعيم: هي بنت هشام أخت أبي جهل وأبو جهل خاله... " (أسد الغابة جزء 1 صفحة 814)

مولده

ولد رضي الله عنه في السنة الثالثة عشرة من ميلاد الرسول صلى الله عليه وسلم بمكة وذلك بعد عام الفيل بثلاث عشرة سنة.

دعاء النبي صلى الله عليه وسلم له

روى ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " اللّهمّ أعزّ الإسلام بأحبّ هذين الرّجلين إليك بأبي جهل أو بعمر بن الخطّاب. فكان أحبّهما إلى اللّه عمر بن الخطّاب. "

لماذا أحد هذين الرجلين؟

كان أهل الإسلام يجتمعون في بدء الإسلام سرّا في دار الأرقم بن أبي الأرقم المخزومي لقلة عددهم وشدة قريش عليهم.

وكان ممن عرف بالشدة على المسلمين عمر بن الخطاب وأبو جهل وكان لهما من المكانة الشيء الكبير وفي هذا الوقت كان النبي صلى الله عليه وسلم يتوقع خيرا للإسلام والمسلمين بإسلام أحد هذين الرجلين.

أما عمر بن الخطاب فكان من أشراف قريش لا من الأشراف اللاهين العابثين تفاهة وانغماسا في الملذات فما كانت أيام شبابه لهوا وعبثا ولكن كان يأخذ نفسه بمعالي الأمور ويدع سفاسفها لا يرضى الدنية دقيق الحس فصيح اللسان قوي العارضة
عرفت قريش عنه كل ما يشرفها ويجعله في الصدارة مع إخوانه فأعطته المكانة التي شرفت بتقلده إياها فإن عمر كان سفير قريش في الجاهلية
وما أعلى السفارة قدرا عند ذوي الفصاحة والحجى وكانت قريش أفصح العرب وبلغتها نزل القرآن فأين عمر وهو سفيرها في هذا المجال !
وهل أرضى للمرء عند نفسه وأكرم عند قومه من أن يكون المقدم إذا حق اللقاء والمفوه المنشود إذا كان المجال الحجة والكلام؟ (شهيد المحراب عمر بن الخطاب أ / عمر التلمساني ص 48)

ولعل أبا جهل كان يتصف بصفات عديدة من قوة جسد وثروة كبيرة وعائلة عريقة غير أن كليهما يشترك في صفة عزيزة الوجود في الرجال في حين كان الإسلام في حاجة شديدة إليها ألا وهي صفة القيادة ولعل هذا كان سر دعوة النبي صلى الله عليه وسلم أن يعز الله الإسلام بأحدهما.

" فبالرغم من الحرب العنيفة التي يشنّها الرجلان على الإسلام لم تكن تخفى على رسول الله صلى الله عليه وسلم مقومات الزعامة والقيادة فيهما وأن وجود أحدهما في الصف الإسلامي يعني قوة هذا الصف واعتزازه وإن وراء الكفر المتبجح قلوبا لم تصطدم بعد بتيار الإسلام القوي ولم تصل لها القوة الكهربية الضخمة.
إنها حين تكون الصدمة قوية قد تغير الكيان كله وهذا ما وقع في قدر الله ودفع إلى إسلام عظيم الرجال عمر بن الخطاب... " (المنهج الحركي للسيرة النبوية أ/ منير الغضبان)

ولا ننس هذه الرواية التي معنا وفيها أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا لعمر خاصة بأن يسلم فيروي ابن ماجه بسنده عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللّهمّ أعزّ الإسلام بعمر بن الخطّاب خاصّة.
(المقدمة باب فضل عمر بن الخطاب رضي الله عنه حديث رقم 102)

وقد استجاب الحق تبارك وتعالى لتلك الدعوة النبوية فقر الإسلام بالفاروق وعز به أهل الإسلام.

ولقد بلغ عمرأوجا شاهقا في محراب الإيمان والتقوى والتبتل والتخشع حتى إن رسول الله صلى الله عليه وسلم ليرى رؤيا عجيبة ورؤيا الأنبياء حق فيقول: " بينا أنا نائم رأيت النّاس يعرضون عليّ وعليهم قمص منهم ما يبلغ الثّدي ومنها ما دون ذلك وعرض عليّ عمر بن الخطّاب وعليه قميص يجرّه. قالوا: فما أوّلت ذلك يا رسول اللّه؟ قال: الدّين.

وفي رواية ابن عمر رضي الله عنهما أنّه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " أشدّهم في دين اللّه عمر ". وفي لفظ آخر: " أقواهم في اللّه عمر ".

وقال صلى الله عليه وسلم في مدحه للفاروق وعدم حبه للباطل: " هذا عمر بن الخطّاب هذا رجل لا يحبّ الباطل ".

(مسند أحمد حديث رقم 15033)

وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: " لو كان نبيّ بعدي لكان عمر بن الخطّاب ". (الترمذي 3619)

وقال ابن حجر العسقلاني: السبب في تخصيص عمر بالذكر لكثرة ما وقع له في زمن النبي صلى الله عليه وسلم من الموافقات التي نزل القرآن الكريم مطابقا لها ووقع له بعد النبي صلى الله عليه وسلم عدة إصابات.

الرسول صلى الله عليه وسلم يشهد بعبقرية الفاروق رضي الله عنه

روى البخاري بسنده عمن سمع أبا هريرة رضي الله عنه قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " بينا أنا نائم رأيتني على قليب عليها دلو فنزعت منها ما شاء اللّه ثمّ أخذها ابن أبي قحافة فنزع بها ذنوبا أو ذنوبين وفي نزعه ضعف واللّه يغفر له ضعفه ثمّ استحالت غربا فأخذها ابن الخطّاب فلم أر عبقريّا من النّاس ينزع نزع عمر حتّى ضرب النّاس بعطن ". (البخاري- حديث رقم 3391)

معاني بعض الكلمات:

استحالت غربا: تحولت إلى دلو كبيرة كناية عن قوة أخذه وعمله.

ضرب الناس بعطن: أي رووا ورويت إبلهم فأقامت على الماء.

من أطاعه رشد

عن أبي قتادة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن يطع النّاس أبا بكر وعمر فقد أرشدوا ".

قال شعيب الأرنؤوط: إسناده صحيح (صحيح ابن حبان جزء 15 ص327)

ويدعو له بالشهادة

ويروي ابن ماجه بسنده عن ابن عمر رضي الله عنهما " أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم رأى على عمر قميصا أبيض فقال: ثوبك هذا غسيل أم جديد؟ قال: لا بل غسيل. قال: البس جديدا وعش حميدا ومت شهيدا " (سنن ابن ماجه كتاب اللباس باب ما يقول الرجل إذا لبس ثوبا جديدا حديث رقم 3548)

ولله در علي بن أبي طالب رضي الله عنه ما أبلغه عندما قال: إذا ذكر الصالحون فحيهلا بعمر.

أقوال الصحابة رضي الله عنهم في الفاروق:

1- عائشة أم المؤمنين

عن القاسم بن محمد عن عائشة رضي الله عنها قالت: من رأى ابن الخطاب علم أنه غناء للإسلام كان والله أحوذيا. نسيج وحده قد أعد للأمور أقرانها. وعن عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت: إذا ذكرتم عمر طاب المجلس.

2- سعيد بن زيد.

روى عن سعيد بن زيد أنه بكى عند موت عمر فقيل له ما يبكيك؟ فقال: على الإسلام إن موت عمر ثلم الإسلام ثلمة لا ترتق إلى يوم القيامة.

3- أبو طلحة الأنصاري.

والله ما من أهل بيت من المسلمين إلا وقد دخل عليهم في موت عمر نقص في دينهم وفي دنياهم.

4- حذيفة بن اليمان.

إنما كان مثل الإسلام أيام عمر مثل مقبل لم يزل في إقبال فلما قتل أدبر فلم يزل في إدبار.

5- عبد الله بن سلام.

جاء عبد الله بن سلام رضي الله عنه بعد أن صلى على عمر رضي الله عنه فقال: إن كنتم سبقتموني بالصلاة عليه فلن تسبقوني بالثناء عليه ثم قال: نعم أخو الإسلام كنت يا عمر جوادا بالحق بخيلا بالباطل ترضى من الرضا وتسخط من السخط لم تكن مداحا ولا معيابا طيب العرف عفيف الطرف
6-العباس بن عبد المطلب..

كنت جارا لعمر بن الخطاب رضي الله عنه. فما رأيت أحدا من الناس كان أفضل من عمر إن ليله صلاة ونهاره صيام وفي حاجات الناس.

7- علي بن الحسين.

عن ابن أبي حازم عن أبيه قال: سئل علي بن الحسين عن أبي بكر وعمر رضي الله عنهما ومنزلتهما من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: كمنزلتهما اليوم وهما ضجيعاه.


آراء بعض المستشرقين في عمر الفاروق

1- قال موير في كتابه (الخلافة):
كانت البساطة والقيام بالواجب من أهم مبادئ عمر وأظهر ما اتصفت به إدارته عدم التحيز والتقيد وكان يقدر المسئولية حق قدرها وكان شعوره بالعدل قويا ولم يحارب أحدا في اختيار عماله ومع أنه كان يحمل عصاه ويعاقب المذنب في الحال حتى قيل إن درة عمر أشد من سيف غيره إلا أنه كان رقيق القلب وكانت له أعمال سجلت له شفقته ومن ذلك شفقته على الأرامل والأيتام.

2- وقالت عنه دائرة المعارف البريطانية:
كان عمر حاكما عاقلا بعيد النظر وقد أدى للإسلام خدمة عظيمة.

3- وقال الأستاذ واشنجتون إيرفنج في كتابه (محمد وخلفاؤه):
إن حياة عمر من أولها إلى آخرها تدل على أنه كان رجلا ذا مواهب عقلية عظيمة وكان شديد التمسك بالاستقامة والعدالة وهو الذي وضع أساس الدولة الإسلامية ونفذ رغبات النبي صلى الله عليه وسلم وثبتها وآزر أبا بكر بنصائحه في أثناء خلافته القصيرة ووضع قواعد متينة للإدارة الحازمة في جميع البلدان التي فتحها المسلمون وإن اليد القوية التي وضعها على أعظم قواده المحبوبين لدى الجيش في البلاد النائية وقت انتصارهم لأكبر دليل على كفاءته الخارقة لإدارة الحكم وكان ببساطة أخلاقه واحتقاره للأبهة والترف مقتديا بالنبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وقد سار على أثرهما في كتبه وتعليماته للقواد.

الإسلام هو الذي صنع من عمر الفاروق

الجاهلية والإسلام في حياة عمر وجها لوجه

مشاهد من حياته في الجاهلية

كان يدافع عن كل ما ألفته قريش من عادات وعبادات ونظم وكانت له طبيعة مخلصة تجعله يتفانى في الدفاع عما يؤمن به وبهذه الطبيعة التي جعلته يشتد في الدفاع عما يؤمن به قاوم عمر الإسلام في اللحظات الأولى ووقف بالمرصاد أمام الدعوة في بدايتها وخشى عمر أن يهز هذا الدين النظام المكي الذي استقر والذي يجعل لمكة بين العرب مكانة والذي أعطى لمكة ثروتها الروحية وثروتها المادية فهو سبب ازدهارها وغنى سراتها ولذلك قاوم سراة مكة هذا الدين وبطشوا بالمستضعفين من معتنقيه وكان عمر من أشد أهل مكة بهؤلاء الضعفاء.

ولقد ظل يضرب جارية أسلمت حتى عيت يده ووقع السوط من يده فتوقف إعياء ومر أبو بكر فرآه يعذب الجارية فاشتراها منه وأعتقها.

وفي الجاهلية كان له صنم يعبده فعندما جاع أكله ويبدو أن الجوع كافر كما يقولون كيف يأكل العابد معبوده! إنه لسفه عظيم وضلال مبين.

ها هو الفاروق الذي كان يعبد الأصنام ويتصدى لكل من يحاول إهانة هذه الأحجار ويصب العذاب صبا في وجه من يحاول تنزيلها عن مكانتها العالية في ظنه.

ومع ذلك كان رجلا بليغا حصيفا قويا حليما شريفا قوي الحجة واضح البيان مما أهّله لأن يكون سفيرا لقريش ومفاخرا ومنافرا لها مع القبائل قال ابن الجوزي: كانت السفارة إلى عمر بن الخطاب إن وقعت حرب بين قريش وغيرهم بعثوه سفيرا أو نافرهم منافر أو فاخرهم مفاخر بعثوه منافرا ومفاخرا ورضوا به متحدثا بلسانهم وهم أفصح الناس وسفيرا لهم وهم أعرق الناس نسبا وأعظمهم جاها...

وكما نرى في هذه المشاهد التي توحي لنا بتناقض غريب وعجيب خلّفته الجاهلية بغبارها وركامها في هذا التاريخ العمري نرى صفات إيجابية وأخرى سلبية ولا شك أن كل إنسان يحمل بين جنبيه ألوانا متعددة من الصفات والخصائص منها ما هو إيجابي ومنها ما هو سلبي ولكن عمر بن الخطاب به من الإيجابيات الكثير الذي يميزه عن غيره من الناس وقد استفاد الإسلام بشكل واضح من أخلاق عمر الإيجابية وأكّد عليها ونمّاها بشكل أوضح.

فمن الصفات الإيجابية البارزة لدى عمر بن الخطاب صفة القيادة وما زال الإسلام ينمي فيه هذه الصفة ويؤكد عليها إلى أن وصل بعمر أن يكون يوما ما أميرا للمؤمنين وخليفة للصديق أبي بكر رضي الله عنهما.

وقد استفاد الإسلام أيضا من صفة الشدة عند عمر وجعلها بمثابة الدرع الواقي الذي يحمي هيبة الإسلام أمام من تسول له نفسه المساس بقدسية هذا الصرح العظيم- الإسلام- ففي كثير من المواقف نجد الفاروق يشهر سيفه قائلا: دعني أضرب عنق هذا المنافق يا رسول الله.

لقد عاش عمر في الجاهلية وعرف حقيقتها وتقاليدها وأعرافها ودافع عنها بكل ما يملك من قوة ولذلك عندما دخل الإسلام عرف جماله وحقيقته وتيقن الفرق الهائل بين الهدى والضلال والكفر والإيمان والحق والباطل ولذلك قال قولته المشهورة: إنّما تنقص عرى الإسلام عروة عروة إذا نشأ في الإسلام من لا يعرف الجاهليّة.

وهذه هي شهادة الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن الإسلام وعزته: إنّا كنّا أذلّ قوم فأعزّنا اللّه بالإسلام.

رغم السيادة التي كان فيها عمر في جاهليته من قيامه بأمر السفارة في قريش ومكانته المرموقة بين القوم إلا أنه أدرك بعد إسلامه البون الشاسع بين من يؤمن بالله وبين من يعبد الأحجار والأوثان والأنصاب والأزلام التي لا تنفع ولا تضر.

يخاف الفاروق رضي الله عنه من ربه خوفا صادقا أدى به إلى الاجتهاد في عبادة الله عز وجل والتفاني في مرضاته.

وهذا هو الخوف الإيجابي الذي يعين المرء على المزيد من طاعة الله فليس الخائف من يبكي وتسيل دموعه ثم يمضي قدما في معاصي الله وإنما الخائف هو من يترك معصية الله خوفا منه.

هذا هو الفاروق الذي ملك إمارة المسلمين وورث كسرى وقيصر يخاف من الدنيا ومن غرورها ومن المال وفتنته يقول المسور بن مخرمة رضي الله عنه: أتي بمال فوضع في المسجد فخرج عمر إليه ليتصفحه وينظر إليه ثم هملت عيناه.

فما أحرانا أن نقتدي بالفاروق في البكاء من خشية الله تعالى.

فماذا عساه أن يكون عمر لو لم يدخل في هذا الدين العظيم كان سيمحى من ذاكرة التاريخ والإنسانية ويتساوى مع أساطين الكفر وأئمة الضلالة كأبي جهل بن هشام وأبي بن خلف وأبي لهب بن عبد المطلب وعتبة بن ربيعة ولكنه بإسلامه سطر اسمه في سجل العظماء الذين نصروا الله في كل المواطن التي شهدوها ,هكذا ينصر الحق تبارك وتعالى من يقوم بنصره ومن يتحمل المتاعب من أجل الدعوة ومن أجل الدفاع عن الحق.

لقد تبوأ عمر بالإسلام مكانة لم ينلها إلا عدد قليل ممن اصطفاه الله في هذه الحياة الدنيا مكانة سامقة تجعل الرجل علامة بارزة في جبين الإنسانية وكفى قول الرسول صلى الله عليه وسلم: " لو كان نبيّ بعدي لكان عمر بن الخطّاب. " ( (حسن)انظر حديث رقم‏: 5284 في صحيح الجامع)

لقد كان الفاروق رجلا ربانيّا بحق لا يخشى إلا الله عز وجل فكان دائما الحق على لسانه وقلبه ودائما الصواب معه والرأي الراجح له إنهم رجال رباهم الرسول عليه الصلاة والسلام على مبادئ الإسلام العالية فكانوا رجالا كما وصفهم الله في كتابه العزيز: [من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدّلوا تبديلا] {الأحزاب: 23}.




لماذا لم يتول الخلافة قبل أبي بكر مع قوته وعلمه؟

الصفات والفضائل والأعمال التي انفرد بها أبو بكر الصديق رضي الله عنه.

وفي ذلك تروي السيدة عائشة رضي الله عنها تقول: " لمّا ثقل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم جاء بلال يؤذّن بالصّلاة فقال: مروا أبا بكر فليصلّ بالنّاس ". (‏ (‏صحيح‏)‏ انظر حديث رقم‏: 5866 في صحيح الجامع‏.) ‏

فقلت: يا رسول اللّه إنّ أبا بكر رجل أسيف وإنّه متّى يقم مقامك لا يسمع النّاس فلو أمرت عمر. قال: إنّكنّ لأنتنّ صواحب يوسف مروا أبا بكر أن يصلّي بالنّاس. فقالت حفصة لعائشة: ما كنت لأصيب منك خيرا.

تقول عائشة: لقد راجعته وما حملني على مراجعته إلّا أنّه لم يقع في قلبي أن يحبّ النّاس بعده رجلا قام مقامه أبدا.

فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم إلى أبي بكر بأن يصلي بالناس فأتاه الرسول فقال: إنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يأمرك أن تصلّي بالنّاس.
فقال أبو بكر وكان رجلا رقيقا : يا عمر صلّ بالنّاس. فقال له عمر: أنت أحقّ بذلك. فصلّى أبو بكر تلك الأيّام ثمّ إنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم وجد في نفسه خفّة فخرج يهادى بين رجلين أحدهما العبّاس والآخر عليّ ورجلاه يخطّان في الأرض حتّى دخل المسجد فلمّا سمع أبو بكر حسّه ذهب أبو بكر يتأخّر فأومأ إليه النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم بأن لا يتأخّر.
قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: أجلساني إلى جنبه. فأجلساه إلى جنب أبي بكر فجلس على يسار أبي بكر فكان أبو بكر يصلّي قائما وكان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يصلّي قاعدا يقتدي أبو بكر بصلاة النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم والنّاس يقتدون بصلاة أبي بكر.

قال ابن حبان رحمه الله هذا الخبر فيه دليل على أن الخليفة بعد الرسول صلّى اللّه عليه وسلّم هو أبو بكر الصديق رضي الله عنه.

ويدل هذا الخبر على فضل أبي بكر على جميع صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ومن مناقب الصديق رضي الله عنه إعلام الرسول صلى الله عليه وسلم للمسلمين أنهم يأبون عقد الخلافة لغير أبي بكر.
فتروي عائشة رضي الله عنها " أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال في مرضه: ادع لي أبا بكر وأخاك حتّى أكتب كتابا فإنّي أخاف أن يتمنّى متمنّ ويقول قائل: أنا أولى ويأبى اللّه والمؤمنون إلّا أبا بكر. "

ففي الحديث إخبار من رسول الله صلى الله عليه وسلم على أن المسلمين لا يرضون بغير أبي بكر خليفة لهم.

ومن الأحاديث التي تدل على حب الرسول صلى الله عليه وسلم لأبي بكر هذا الحديث يرويه لنا عمرو بن العاص رضي الله عنه فيقول:
" بعثني رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم على جيش ذات السّلاسل فأتيته فقلت: يا رسول اللّه من أحبّ النّاس إليك؟ قال الرّسول صلّى اللّه عليه وسلّم: عائشة. قلت: من الرّجال؟ قال صلّى اللّه عليه وسلّم: أبوها. قلت: ثمّ من؟ قال صلّى اللّه عليه وسلّم: عمر. فعدّ رجالا فسكتّ مخافة أن يجعلني في آخرهم.

أحبّ النّاس إليّ عائشة ومن الرّجال أبوها. (‏ (‏صحيح‏)‏ انظر حديث رقم‏: 177 في صحيح الجامع‏).

وفي هذا الحديث نرى مكانة أبي بكر وابنته عائشة رضي الله عنهما وبيان فضل عمر رضي الله عنه إذ تأتي منزلته بعد منزلة الصديق رضي الله عنهم جميعا.

وأي منزلة تلك التي وصل إليها أبو بكر الصديق وعندها تتضاءل كل منازل الدنيا فإن من أحبه النبي صلى الله عليه وسلم أحبه الله تعالى ومن أحبه الله تعالى فقد فاز بالدنيا والآخرة وذلك هو الفوز المبين.

ومن فضائل الصديق رضي الله عنه:

دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم للأمة أن تقتدي بالصديق وإن شاركه عمر بن الخطاب إلا أنه ذكر بعده فقد ذكر أبو بكر أولا لفضله وعلمه.

يروي حذيفة بن اليمان رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " اقتدوا باللّذين من بعدي أبي بكر وعمر ".

وفي رواية أخرى: " إنّي لا أدري كم قدر بقائي فيكم فاقتدوا باللّذين من بعدي وأشار إلى أبي بكر وعمر ".

وفيه ذكر لفضائل عمر ولكن بعد الصديق رضي الله عنه.

وأبو بكر أفضل من عمر رضي الله عنهما بشهادة النبي صلى الله عليه وسلم وبشهادة عمر نفسه وبما نرى من مواقف كثيرة تؤيد هذا الأمر

" وما روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " رأيت في المنام كأنّي وزنت بأمّتي فرجحت ثمّ وزن أبو بكر فرجح ثمّ وزن عمر فرجح. " وفي هذا بيان واضح في فضله على عمر. وقال عمر رضي الله عنه: ما سابقت أبا بكر إلى خير قطّ إلّا سبقني إليه ولوددت أنّي شعرة في صدر أبي بكر... " (الاستيعاب جزء 1 صفحة 356).

مكانته في الآخرة

روى البخاري بسنده أنّ أبا هريرة قال: بينما نحن جلوس عند رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: بينا أنا نائم رأيتني في الجنّة فإذا امرأة تتوضّأ إلى جانب قصر قلت: لمن هذا القصر؟ قالوا: لعمر بن الخطّاب. فذكرت غيرته فولّيت مدبرا. قال أبو هريرة فبكى عمر بن الخطّاب ثمّ قال: أعليك بأبي أنت وأمّي يا رسول اللّه أغار. (البخاري- حديث رقم 6505)

فقه عمر



قد يتبادر إلى ذهن البعض أن المقصود بفقه عمر معرفته بجوانب من فقه العبادات كالطهارة وغيرها ولكن المقصود هنا هو الفقه بمعناه الواسع أي دقة الفهم المراد في حديث النبي صلى الله عليه وسلم " من يرد اللّه به خيرا يفقّهه في الدّين "

أي يرزقه فهما صحيحا يدرك به حقائق الشريعة وأصول الأحكام وقد رزق الله عمر هذا النوع من الفقه.

من فضائل الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه أوتي الدين والفقه والشيء العظيم من العلم عمر رضي الله عنه كان رجلا ملهما ربانيا وهذا لا يأتي إلا من الإخلاص مع الله عز وجل في السرائر والعلن وأن يعبد الإنسان ربه كأنه يراه وخير من يتصف بهذه الصفات هم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومنهم الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه.

ولقد أشاد الرسول صلى الله عليه وسلم بهذه النعمة التي حباها الله عمر ونبه الصحابة على ما عنده لينهلوا منها فقال: " بينما أنا نائم أتيت بقدح لبن فشربت حتّى إنّي لأرى الرّيّ يخرج في أظفاري ثمّ أعطيت فضلي عمر بن الخطّاب. قالوا: فما أوّلته يا رسول اللّه؟ قال: العلم. " (البخاري كتاب العلم باب فضل العلم حديث رقم Cool.

قال عبد الله بن مسعود: لو أن علم عمر بن الخطاب وضع في كفة الميزان ووضع علم الأرض في كفة لرجح علم عمر وقال أيضا: إني لأحسب عمر قد ذهب بتسعة أعشار العلم.

فقد كان رضي الله عنه حريصا على حضور مجالس العلم بين يدي الرسول صلى الله عليه وسلم لا يترك واحدة منها تفوته.

قال عمر: " كنت أنا وجار لي من الأنصار من بني أمية بن زيد وهي من عوالي المدينة وكنا نتناوب النزول على رسول الله صلى الله عليه وسلم ينزل يوما وأنزل يوما فإذا نزلت جئت بخبر ذلك اليوم من الوحي وغيره وإذا نزل فعل مثل ذلك.

وهاهو يحث غيره على الفقه:

عن سفيان قال: قال الأحنف: قال لنا عمر بن الخطاب: " تفقهوا قبل أن تسودوا ". قال سفيان: لأن الرجل إذا أفقه لم يطلب السؤدد... (صفة الصفوة جزء 2 صفحة 236)

ولم يكن عمر بالذي يحفظ العلم دونما فقه ويحمله داخل عقله فتاوى جامدة بل كان يتمتع بنظر ثاقب وفهم سديد يتحرك في كل الجهات يعرف لكل موقف ما يناسبه وقد وصفته السيدة عائشة رضي الله عنها في ذلك فقالت: " كان والله أحوذيا نسيج وحده فقد أعد للأمور أقرانها ".

وذكاء عمر واسع عميم ونظراته الثاقبة تجلي كل غامض وتدخل الحنايا فتكشف الخفايا وتنفذ إلى غور الأمور وكان عليما بأحداث الدنيا وأسرار الحياة.

وكان عمر رضي الله عنه ذا فقه عظيم بطبائع النفوس لا تغره المظاهر ولا يكتفي بالنظرة العابرة لتكوين أحكام على الآخرين فهو يقضي بذكائه لا بعواطفه ولا يرضى بأحكام جزئية ممزقة بل تتراحب أبعاد فكره الوقاد لإيجاد الحلول الناجحة للمشاكل الواقعة.


وكان عبد الله بن مسعود رضي الله عنه يخطب ويقول:

" إني لأحسب عمر بين عينيه ملك يسدده ويقويه وإني لأحسب الشيطان يفرق من عمر أن يحدث حدثا فيرده ".

قيل: يغفر الله لك أنت أحق أنت صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال: ويحك إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إنّ اللّه وضع الحقّ على لسان عمر وقلبه يقول به.

وقال ابن عمر رضي الله عنهما: ما نزل بالناس أمر قط فقالوا فيه وقال عمر بن الخطاب إلا نزل فيه القرآن على نحو ما قال عمر.

وكان علي رضي الله عنه يقول: ما كنا نبعد أن السكينة تنطق على لسان عمر رضي الله عنه.

وفي رواية أخرى: لقد كنا نتحدث أن السكينة تنطق على لسان عمر وقلبه.
العوامل التي ساعدت عمر على تحصيل العلم
لقد بذل الفاروق جهدا مضنيا حتى يحصل هذا الكم الكبير من العلوم وقد كان رضي الله عنه على علم بأسباب النزول

حفظ عمر القرآن كله. في الفترة التي بدأت بإسلامه وانتهت بوفاة الرسول صلى الله عليه وسلم وقد حفظه مع أسباب التنزيل إلا ما سبق نزوله قبل إسلامه فذلك مما جمعه جملة ولا مبالغة إذا قلنا إن عمر كان على علم كثير بأسباب النزول لشدة اتصاله بالتلقي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم هو قد حفظ منه ما فاته فأن يلم بأسباب النزول والقرآن بكر التنزيل والحوادث لا تزال تترى فذلك أمر يسير.

وقد كان عمر سببا في التنزيل لأكثر من آية بعضها متفق على مكيته وبعضها مدني بل كان بعض الآيات يحظى من عمر بمعرفة زمانه ومكانه على وجه دقيق قال عن هذه الآية [اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا] {المائدة: 3}.

قال الفاروق عمر: والله إني لأعلم اليوم الذي نزلت فيه على رسول الله صلى الله عليه وسلم والساعة التي نزلت فيها على رسول الله صلى الله عليه وسلم عشية عرفة في يوم جمعة.

ولا ننس ونحن في سياق الكلام عن تميز عمر بن الخطاب بكثرة العلم أنه كان أحد سبعة عشر رجلا في قريش يعرفون القراءة والكتابة مما جعله مؤهلا لحمل هذا الكم الكبير من العلوم والمعارف.

ولم يتمتع عمر رضي الله عنه بالعلم والفقه إلا بعد أن كابد في سبيل هذا العلم والفقه وتجرع آلام تحصيله وترك فراش نومه كثيرا ولازم رسول الله صلى الله عليه وسلم كثيرا فلا ينال العلم إلا من مصاحبة العلماء وخير من تميز بهذه الصفة هو الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي لازم الرسول صلى الله عليه وسلم طيلة حياته وكان يشاركه الآراء ومما ساعده أيضا على تحصيل العلم:

1 حبه للنبي صلى الله عليه وسلم

أول الأشياء التي تدل على أن صاحبها يريد العلم النافع هي حب الرسول صلى الله عليه وسلم والدفاع عنه بكل ما يملك ويجود بنفسه رخيصة ولا يشاك رسول الله صلى الله عليه وسلم بشوكة بسيطة.

والمواقف والأحداث تشير إلى حبه العميم والمتدفق فلا يكاد يشم رائحة إهانة النبي صلى الله عليه وسلم إلا ويشهر سيفه (دعني أقطع عنقه يا رسول الله) ويهدئ الرسول صلى الله عليه وسلم من روع عمر ويطلب إليه الهدوء والنبي صلى الله عليه وسلم يعلم أن ما حمل عمر على هذا التصرف إلا أنه يحب رسوله أشد ما يكون الحب.

لقد كان من بين أسرى بدر العباس بن عبد المطلب عم المعصوم صلى الله عليه وسلم وحرص عمر رضي الله عنه على هدايته وقال له: أسلم يا عباس فوالله لأن تسلم أحب إلي من أن يسلم الخطاب. ولذلك لما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يعجبه إسلامك.

ومن شدة حب عمر بن الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم تظهر منه بعض المواقف التي تبين شدة هذا الحب وعمقه وتغلغله في نفس هذا الصحابي الجليل وليفصح لنا أبو هريرة عن هذا الأمر العجيب

يقول أبو هريرة رضي الله عنه لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم قام عمر بن الخطاب فقال: إن رجالا من المنافقين يزعمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد توفي فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم والله ما مات.
ولكنه ذهب إلى ربه كما ذهب موسى بن عمران فقد غاب عن قومه أربعين ليلة ثم رجع إليهم بعد أن قيل قد مات والله ليرجعن رسول الله كما رجع موسى فليقطعن أيدي رجال وأرجلهم زعموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد مات.

ويقول أبو هريرة: وأقبل أبو بكر حتى نزل على باب المسجد حين بلغه الخبر وعمر يكلم الناس فلم يلتفت إلى شيء حتى دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مسجى في ناحية البيت عليه بردة حبرة فأقبل حتى كشف عن وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم أقبل عليه فقبله ثم قال: بأبي أنت وأمي أما الموتة التي كتب الله عليك فقد ذقتها ثم لن تصيبك بعدها موتة أبدا.

ثم رد الصديق البرد على وجه الرسول صلى الله عليه وسلم وخرج على الناس وقرأ قول الحق تبارك وتعالى: [وما محمّد إلّا رسول قد خلت من قبله الرّسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضرّ الله شيئا وسيجزي الله الشّاكرين] {آل عمران: 144}. فقال عمر: فو الله ما هو إلا أن سمعت أن أبا بكر تلاها فعقرت حتى وقعت إلى الأرض ما تحملني رجلاي وعرفت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد مات.)صفة الصفوة جزء 1- صفحة 284)


فقد لازم الفاروق رسول الله صلى الله عليه وسلم في مكة بعد إسلامه كما لازمه كذلك في المدينة المنورة حيث سكن العوالي وهي ضاحية من ضواحي المدينة وفي هذه الضاحية نظم عمر نفسه وحرص على أن يتعلم في مدرسة النبوة في فروع شتى من المعارف والعلوم على يدي معلم البشرية وهاديها وقد كان لا يفوته علم من قرآن أو حديث أو أمر أو حدث أو توجيه قال عمر: " كنت أنا وجار لي من الأنصار من بني أمية بن زيد- وهي من عوالي المدينة- وكنا نتناوب النزول على رسول الله صلى الله عليه وسلم ينزل يوما وأنزل يوما فإذا نزلت جئت بخبر ذلك اليوم من الوحي وغيره وإذا نزل فعل مثل ذلك ".

وهذا الخبر يوقفنا على الينبوع المتدفق الذي استمد منه عمر علمه وتربيته وثقافته وهو كتاب الله الحكيم الذي كان ينزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم منجما على حسب الوقائع والأحداث
وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يقرأه على أصحابه الذين وقفوا على معانيه وتعمقوا في فهمه وتأثروا بمبادئه وكان له عميق الأثر في نفوسهم وعقولهم وقلوبهم وأرواحهم

وكان عمر من هؤلاء الذين تأثروا بالمنهج القرآني في التربية والتعليم وعلى كل دارس ومحب لتاريخ عمر رضي الله عنه أن يقف وقفة متأملة أمام هذا الفيض الرباني الصافي الذي غذّى المواهب وفجر العبقريات.

وقد حرص الفاروق منذ إسلامه على حفظ القرآن الكريم وفهمه وتأمله وظل ملازما للرسول صلى الله عليه وسلم يتلقى عنه ما أنزل عليه حتى تم له حفظ جميع آياته وسوره وقد أقرأه الرسول صلى الله عليه وسلم بعضه وحرص على الرواية التي أقرأه بها الرسول صلى الله عليه وسلم وكان لعمر كثير من الأوقات فضل السبق إلى سماع بعض آياته فور نزوله.

2 الأخلاق والتواضع

ثاني الأشياء التي جعلت الفاروق عمر بن الخطاب يصل إلى هذه الدرجة من العلم والفقه هي إخلاصه رضي الله عنه وابتغاؤه بهذا العلم وجه الله عز وجل. وهذا هو السبب الأول الذي جعله يرتقي إلى هذه الدرجة العالية من العلم.

يقول رب العزة تبارك وتعالى: [واتّقوا الله ويعلّمكم الله والله بكلّ شيء عليم] {البقرة: 282}.

فمن طلب العلم لله بارك الله فيه ونفعه به ونفع به المسلمين وعمر رضي الله عنه لم يطلب العلم كي يجاري به العلماء ويماري به السفهاء ولكن طلب العلم تقربا إلى الله عز وجل لأنه القائل في كتابه العزيز: [ إنّما يخشى الله من عباده العلماء إنّ الله عزيز غفور] {فاطر: 28}. فأشد الناس خشية لله هم العلماء.

وكانت دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم في الكتاب العزيز: [ وقل ربّ زدني علما] {طه: 114}. لأن العلم يرفع من درجات الإنسان في الدنيا والآخرة ويرفع الحق تبارك وتعالى بالعلم أقواما ويضع به آخرين. ولا بد لهذا العلم أن يتوج بالأخلاق لأن العلم وحده لا ينفع ما لم تزينه الأخلاق فعلم بلا أخلاق كشجرة بلا ثمر.

لا تحسبنّ العلم ينفع وحده ما لم يتوّج ربّه بخلاق

وقال الشاعر.

إنّما الأمم الأخلاق ما بقيت.. فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا

لم تمنع المنزلة العالية التي وصل إليها عمر رضي الله عنه في الفقه والعلم من التواضع لله عز وجل ولين الجانب لإخوانه وحسن المعاملة وعدم التعالي بهذا العلم.
ففي يوم من الأيام يقف عمر على المنبر ويخطب في الناس أن رفقا بالشباب ودعا الناس إلى التخفيف في المهور وعدم تحميل الشباب فوق طاقاتهم فتقوم امرأة وتقول: يا عمر يقول رب العزة تبارك وتعالى: [وإن أردتم استبدال زوج مكان زوج وآتيتم إحداهنّ قنطارا فلا تأخذوا منه شيئا أتأخذونه بهتانا وإثما مبينا] {النساء: 20}.

وهنا يقف عمر مع نفسه ويفكر في الأمر ولا تمنعه مكانته من إمارة المؤمنين ومكانته المرموقة بين المسلمين إلا أن يقول: " صدقت امرأة وأخطأ عمر ".

(هذه الرواية في تفسير القرطبي ج 5 ص 95 وذكرها الآمدي في الإحكام ج 4 ص 193)

أمثلة من فقه عمر
فقه الطهارة

من فقه عمر في الطهارة أنه يكفي في خروج المذي: غسل الفرج والوضوء.

يروي أبو عثمان النهدي رحمه الله أن سليمان بن ربيعة تزوج امرأة من عقيل فرآها فلاعبها. قال: فخرج منه ما يخرج من الرجل. قال سليمان: أو قال: المذي. قال: فاغتسلت ثم أتيت عمر فقال: ليس عليك في ذلك غسل ذلك أيسر.

وفي رواية عن عمر رضي الله عنه فقال: ليس عليك في ذلك غسل ذلك أيسر.

فقه الصلاة

جمع الناس على إمام واحد في صلاة قيام رمضان وكانوا يصلون متفرقين على أكثر من قارئ.

يروي عبد الرحمن بن القاري أنه خرج مع عمر بن الخطاب في رمضان إلى المسجد فإذا الناس أوزاع متفرقون يصلي الرجل لنفسه ويصلي الرجل فيصلي بصلاته الرهط.

فقال عمر: والله إني لأراني لو جمعت هؤلاء على قارئ واحد لكان أمثل فجمعهم على أبي بن كعب. قال: ثم خرجت معه ليلة أخرى والناس يصلون بصلاة قارئهم. فقال عمر: نعمت البدعة هذه والتي ينامون عنها أفضل من التي يقومون. يعني آخر الليل وكان الناس يقومون أوله.

سجود التلاوة

من فقه عمر رضي الله عنه أن سجود التلاوة ليس بواجب فلا إثم على تاركه وإن كان ثواب فاعله عظيما.

يقول ربيعة بن عبد الله التميمي رحمه الله: قرأ عمر بن الخطاب رضي الله عنه يوم الجمعة على المنبر سورة النحل حتى إذا جاء السجدة نزل فسجد وسجد الناس حتى إذا كانت الجمعة القابلة قرأ بها حتى إذا جاء السجدة قال:

" أيها الناس إنا نمر بالسجود فمن سجد فقد أصاب ومن لم يسجد فلا إثم عليه إن الله لم يفرض السجود إلا أن نشاء. ولم يسجد عمر بن الخطاب رضي الله عنه.

وفي الخبر من الفوائد: أن للخطيب أن يقرأ القرآن في الخطبة وأنه إذا مر بآية سجدة ينزل إلى الأرض ليسجد بها إذا لم يتمكن من السجود فوق المنبر وأن ذلك لا يقطع الخطبة ووجه ذلك فعل عمر مع حضور الصحابة ولم ينكر عليه أحد منهم.

وهنا نرى الفقه المتوازن الذي يفرق بين الفرض والنفل ثم التعليم الرائع في كونه لم يسجد في المرة الثانية مع فضل السجود لكي يثبت للناس عدم فرضيته.

فقه الإمام والمأموم

قال الإمام أحمد في مسنده: حدثنا أبو المغيرة حدثنا صفوان حدثنا عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن الحارث بن معاوية الكندي أنه ركب إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه يسأله عن ثلاث خلال قال: فقدم المدينة فسأله عمر رضي الله عنه: ما أقدمك؟ قال: لأسألك عن ثلاث خلال.
قال: وما هن؟ قال: ربما كنت أنا والمرأة في بناء ضيق فتحضر الصلاة فإن صليت أنا وهي كانت بحذائي وإن صلت خلفي خرجت من البناء؟
فقال عمر: تستر بينك وبينها بثوب ثم تصلي بحذائك إن شئت. وعن الركعتين بعد العصر؟ فقال: نهاني عنهما رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال: وعن القصص؟ فإنهم أرادوني على القصص. فقال: ما شئت. كأنه كره أن يمنعه. قال: إنما أردت أن أنتهي إلى قولك.
قال: أخشى عليك أن تقص فترتفع عليهم في نفسك ثم تقص فترتفع حتى يخيل إليك أنك فوقهم بمنزلة الثريا فيضعك الله تحت أقدامهم يوم القيامة بقدر ذلك. (حديث رقم 106)

الواقع يفرض أحكاما جديدة

لقد كان الاجتهاد في أمور الشريعة هو دأب الفاروق عمر رضي الله عنه يريد الوصول إلى الرأي الصواب يريد تقديم الحلول التي تجلب المنفعة للمسلمين والتخفيف عنهم
والتقرب إلى الله عز وجل فها هو عمر رضي الله عنه يرى أن من الفقه إعطاء المؤلفة قلوبهم في حال الضعف وعدم إعطائهم في حال القوة فلم يعطهم
رغم أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يفعل ذلك ولم يفعله أبو بكر الصديق رضي الله عنه ولكن عمر رضي الله عنه رأى أن الإسلام ليس بحاجة إلى هؤلاء المؤلفة قلوبهم فقد غدا الإسلام قويا يخشى بأسه وتسمع كلمته في العالم كله.

يقول تعالى في سورة التوبة: [إنّما الصّدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلّفة قلوبهم وفي الرّقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السّبيل فريضة من الله والله عليم حكيم] {التوبة: 60}.

فقد ذكرت الآية الكريمة الأنواع التي تجب فيها الزكاة ثمانية أنواع ومنهم المؤلفة قلوبهم.

ولكن عمر رضي الله عنه رأى أن ذلك يكون عندما يكون الإسلام ضعيفا يحتاج إلى من يزيد قوته ولكن الإسلام زمان عمر قد أصبح القوة الأولى في العالم.

لم يعد الإسلام. بحاجة إلى المؤلفة قلوبهم فهم عبء على الإسلام وأهله فاجتهد عمر رضي الله عنه وأبطل سهم المؤلفة قلوبهم ولم ينكر أحد من الصحابة فعله هذا.

حد السرقة وعام الرمادة

ومعلوم من سيرة عمر في عام الرمادة أنه لم يقطع سارقا كما في (المنتقى شرح موطأ مالك)

ومن فقهه رضي الله عنه كما في غريب الحديث لابن سلام (جزء 3 صفحة 194) حديث عمر أنه أخّر الصدقة عام الرمادة فلما أحيا الناس في العام المقبل أخذ منهم صدقة عامين.

وهكذا نرى عمر رضي الله عنه يجول بفكره في القضايا المعاصرة التي تطرأ على الدولة الإسلامية إبان خلافته يقارن ويرجح ويبحث حتى يصل إلى الرأي الصواب الذي يعود بالخير والإيمان على أمة الإسلام.

فرحم الله أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
موافقات عمر
لقد نزل القرآن الكريم في الكثير من آياته موافقا لرأي الفاروق عمر رضي الله عنه فلقد كان الحق على لسان عمر وقلبه فقد كان رجلا ربانيّا راقب ربه في كل أموره حتى غدا يعبد الله كأنه يراه.

" عن ابن عمر مرفوعا: ما قال الناس في شيء وقال فيه عمر إلا جاء القرآن بنحو ما يقول عمر" (الصواعق المحرقة جزء 1 صفحة 287).

وإليك طرفا من موافقات القرآن الكريم لآراء الفاروق عمر رضي الله عنه.

1- أسرى غزوة بدر

شارك عمر رضي الله عنه في غزوة بدر وعندما استشار رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه بعد المعركة في شأن الأسرى وقد كان رأي الصديق والرسول صلى الله عليه وسلم فداء الأسرى بالأموال وتعليم المسلمين القراءة والكتابة وكان من رأي الفاروق عمر رضي الله عنه قتل هؤلاء الأسرى.

ونزل القرآن الكريم موافقا لرأي الفاروق عمر بن الخطاب.

قال تعالى: [ما كان لنبيّ أن يكون له أسرى حتّى يثخن في الأرض تريدون عرض الدّنيا والله يريد الآخرة والله عزيز حكيم] {الأنفال: 67}.

2- رأيه في الحجاب

كان من رأي الفاروق عمر هو وجوب التزام نساء النبي صلى الله عليه وسلم بالحجاب لدخول كثير من الصحابة عليهن يستفتون الرسول صلى الله عليه وسلم فنزل قوله تعالى: [يا أيّها النّبيّ قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهنّ من جلابيبهنّ ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورا رحيما] {الأحزاب: 59}.

" حديث عمر رضي الله تعالى عنه: قلت: يا رسول الله إن نساءك يدخل عليهن البر والفاجر فلو أمرتهن أن يحتجبن. فنزلت آية الحجاب " (عمدة القاري جزء 2- ص 284).

3- الصلاة في مقام إبراهيم

كان من رأي الفاروق رضي الله عنه الصلاة في مقام إبراهيم ونزل القرآن الكريم مؤيدا لرأيه رضي الله عنه: [ واتّخذوا من مقام إبراهيم مصلّى ] {البقرة: 125}.

أخرج الشيخان عن عمر قال: "وافقت ربّي في ثلاث: قلت: يا رسول اللّه لو اتّخذنا من مقام إبراهيم مصلّى فنزلت: [ واتّخذوا من مقام إبراهيم مصلّى ] {البقرة: 125}.
وقلت: يا رسول اللّه يدخل على نسائك البرّ والفاجر فلو أمرتهنّ يحتجبن فنزلت آية الحجاب. واجتمع نساء النّبيّ عليه في الغيرة فقلت: عسى ربّه إن طلقكنّ أن يبدله أزواجا خيرا منكنّ فنزلت كذلك " (الصواعق المحرقة جزء 1 صفحة 287)

4- استئذان الأطفال

كان من رأي الفاروق رضي الله عنه استئذان الأطفال قبل الدخول عند بلوغ الأطفال مرحلة الحلم فنزل القرآن الكريم موافقا لرأي عمر بن الخطاب رضي الله عنه

" يروى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث غلاما من الأنصار يقال له مدلج إلى عمر بن الخطاب ظهيرة ليدعوه فوجده نائما قد أغلق عليه الباب فدق عليه الغلام الباب فناداه ودخل فاستيقظ عمر وجلس فانكشف منه شيء
فقال عمر: وددت أن الله نهى أبناءنا ونساءنا وخدمنا عن الدخول علينا في هذه الساعات إلا بإذن ثم انطلق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجد هذه الآية قد أنزلت فخر ساجدا شكرا لله.

قال تعالى: [يا أيّها الّذين آمنوا ليستأذنكم الّذين ملكت أيمانكم والّذين لم يبلغوا الحلم منكم ثلاث مرّات من قبل صلاة الفجر وحين تضعون ثيابكم من الظّهيرة ومن بعد صلاة العشاء ثلاث عورات لكم ليس عليكم ولا عليهم جناح بعدهنّ طوّافون عليكم بعضكم على بعض كذلك يبيّن الله لكم الآيات والله عليم حكيم] {النور: 58}. (تفسير القرطبي جزء 12 ص 276).

5- موافقته في ترك الصلاة على المنافقين

قال عمر: لمّا توفي عبد اللّه بن أبيّ دعي رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم للصّلاة عليه فقام إليه فلمّا وقف عليه يريد الصّلاة فتحوّلت حتّى قمت في صدره
فقلت: يا رسول اللّه أعلى عدّو اللّه عبد اللّه بن أبيّ القائل يوم كذا وكذا كذا وكذا- يعدّ أيّامه- قال: ورسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يبتسم حتّى إذا أكثرت عليه قال: أخّر عنّي يا عمر إنّي خيّرت فاخترت قد قيل لي: [استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرّة فلن يغفر الله لهم ذلك بأنّهم كفروا بالله ورسوله والله لا يهدي القوم الفاسقين] {التوبة: 80}.
لو أعلم أنّي لو زدت على السّبعين غفر له لزدت. قال: ثمّ صلّي عليه ومشى معه فقام على قبره حتّى فرغ منه. قال: فعجبت لي وجرأتي على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم واللّه ورسوله أعلم.
فواللّه ما كان إلّا يسيرا حتّى نزلت هاتان الآيتان: [ولا تصلّ على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره إنّهم كفروا بالله ورسوله وماتوا وهم فاسقون] {التوبة: 84}.

فما صلّى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بعده على منافق ولا قام على قبره حتّى قبضه اللّه عزّ وجلّ.

6- عمر وتحريم الخمر

قال عمر: لمّا نزل تحريم الخمر قال: اللّهمّ بيّن لنا في الخمر بيانا شفاء. فنزلت هذه الآية الّتي في البقرة: [يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للنّاس وإثمهما أكبر من نفعهما ويسألونك ماذا ينفقون قل العفو كذلك يبيّن الله لكم الآيات لعلّكم تتفكّرون ] {البقرة: 219}. قال ف
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
شهيد المحراب الفاروق عمر بن الخطاب
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
10trn1010 :: القسم العام :: المنتدى الاسلامى-
انتقل الى: